رسالة معبرة
من كيمووووووو وبس
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبي جلالة الملك المفدى
إلى عمي صاحب السمو
إلى خالي رئيس الجمهورية
حفظه الله و رعاه و سدد خطاه
إلى جدي رئيس الدولة صاحب المقام السامي
إلى أولياء أمري الكرام حكام العرب
تحية طيبة من هنا .. من قانا
إن كنتم لا تعرفون أين أنا
تحية من تحت الأنقاض من تراب الجنوب و بعد
اعذروني يا سادتي
فلم أقصد و الله أن ارتكب ما ارتكبت من ذنب
بحق صلة القربى و حق العروبة
اعذروني يا سادتي
لإحراجكم فلم أكن أعلم أني بفعلتي تلك
سأرتكب بحقكم هذه الجريمة البشعة
و اسمحوا لي قبل أن ألفظ أنفاسي أخيراً
هنا في حضن والدتي
التي سبقتني منذ لحظات إلى السماء
اسمحوا لي قبل أن ألحق بها
أن أخط لكم كلمات الاعتذار
و اعذروني لرداءة الخط
ربما إذ أكتب لكم كلماتي
من ظلمات ما تحت الأنقاض
و هو ما أسال الله تعالى
أن يجنبكم إياه و يحفظكم و يرعاكم
و يبقيكم سادة على العروش
حتى يوم القيامة
فمن تبقى من شعوبنا العربية على قيد الحياة
لا زال بحاجة إليكم لتنيروا له طريقه نحو السماء
أنا يا سادتي أبلغ من العمر سنتين
و قد أكون أصغر مجرمة عرفها التاريخ
إذا ما استثنينا شهد
و بعض من سولت لهم أنفسهم الإجرام
من أطفال غزة الذين وقعوا في المحظور قبلي
أعتذر منكم يا سادتي
و أقسم لكم أني حين احتضنت دميتي الصغيرة
و التجأت إلى هذا الملجأ
لم أكن أعلم أني سأقطع أشلاء
لم أكن أعلم أني حين ضمتني أمي
بقوة إلى صدرها الحنون
سأراها تفارق الحياة و مقلتاها تنظران إلي
بحزن
و خوف و هلع و أسى
أعتذر منكم يا سادتي
على هذا التصرف الأحمق الذي
أحرجكم كثيراً
و أؤكد لكم مجدداً أني لم أقصد
ارتكاب هذه الفعلة النكراء
و لم أقصد و الله إرهاب إسرائيل
!!! الآمنة المطمئنة المسالمة
ربما هي أمي التي دفعتني لفعلة كهذه
و لو أنها لا تزال على قيد الحياة لوبختها ربما
فمن أعطاها الحق بأن تختبئ هنا
من القنابل الذكية
اعذروها يا سادتي
فلربما كانت من الغباء بمكان
لا تعرف فيه أن هذه القنابل
التي أتت بها صاحبة الجلالة العظمى
الولايات المتحدة الأمريكية
!!! هي قنابل ذكية
أنا جد آسفة يا سادتي
لأني أحرجتكم أمام الشارع العربي
و أظهرتكم على حقيقتكم
أعتذر لأني وضعتكم أمام خيارات لم تريدوها يوماً
و مغامرات غير محسوبة أثقلت بها كاهلكم
تماماً كما يثقل هذا الركام كاهل أمي هنا
و عنق أبي هناك
تماما كما سحق هذا الركام رأس أخي
أعذروني يا سادتي
و اسمحوا لي أن أنهي كلماتي هذه
فالظلام يشتد هنا و أشعر أني
لم أعد قادرة على التنفس
.. لم أعد أرى صوركم و لا أدري لماذا تلاشيتم
هكذا و بسرعة من أمامي
كل ما أراه الآن هو أخي الصغير
و أصدقائي
و أمي و أبي هناك أيضاً
ترى إلى أين هم ذاهبون
و لماذا تعلو وجوههم تلك الابتسامة
و ما ذاك الروض الأخضر خلفهم
يكاد نور وجوههم يخطف قلبي
أشعر بسعادة غامرة
أسمحوا لي يا سادتي فعلي الذهاب
الجميع بانتظاري كل الذين أحبهم هناك فاعذروني
سأترك لكم أشلائي و أذهب
سائلة الله لكم العمر المديد
و طول البقاء في الدنيا
راجية إياه أن لا يجمعني بكم هناك
. لا لشيء .. فقط لأني أخجل من لقاءكم