المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 12/09/2010 العمر : 41
موضوع: حقيقه العباده السبت سبتمبر 25, 2010 7:26 pm
حقيقه العباده
[size=21]تنبع أهمية العبادة من كونها الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات: 56) ولأجل تحقيق هذه الغاية واقعا في حياة الناس بعث اللهُ الرسل، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (النحل:36) وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له) رواه أحمد.[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb][img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]
وبالعبادة وصف الله ملائكته وأنبياءه، فقال تعالى: {وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} (الأنبياء: 19) وذم المستكبرين عنها بقوله: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (الأنبياء: 19) ونعت أهل جنته بالعبودية له، فقال سبحانه: {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} (الإنسان:6) ونعت نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية له في أكمل أحواله، فقال في الإسراء: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} (الإسراء: 1).[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb][img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]
لعبادة الله أعظم الأثر في صلاح الفرد والمجتمع والكون كله، فأما أثر العبادة على الكون وعلى البشرية عامة فهي سبب نظام الكون وصلاحه، وسبيل سعادة الإنسان ورفعته في الدنيا والآخرة، وكلما كان الناس أقرب إلى العبادة كان الكون أقرب إلى الصلاح، والعكس بالعكس، فإن انهمكوا في المعاصي والسيئات وتركوا الواجبات والطاعات كان ذلك مؤذنا بخراب الكون وزواله، ومن تأمل كيف أن القيامة لا تقوم إلا على شرار الخلق حين لا يقال في الكون كله (الله الله) علم صحة ما ذكرنا.[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb][img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]
لا يخفى أن العبادة روح ولب وعلاقة تواصل بين العبد وربه سبحانه، فإذا اقتصرت العبادة على الحركات، وتخلف عنها لبها وجوهرها من الخشوع والخضوع لله والذل والانكسار بين يديه، كان العبد مؤديا لصورة العبادة لا لحقيقتها، فشرود القلب وغفلته في أداءه للعبادة من أعظم الآفات التي تؤدي لعدم قبول العمل، ولتجاوز هذا ذكر العلماء أسبابا لبعث الروح في عباداتنا منها:
2- التهيؤ للعبادة والاستعداد لها، ويكون التهيؤ لكل عبادة بحسبه، فالتهيؤ للصلاة بالوضوء والحضور إلى المسجد مبكراً، قال سعيد بن المسيب رحمه الله: (ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها)، وقال ربيعة بن يزيد رحمه الله: (ما أذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا).[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]
3- الابتعاد عما يشوش القلب أثناء العبادة كالأصوات والزخارف ونحوها، فقد أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته خميصة – ثوبا – له أعلام قائلا: (ألهتني آنفا عن صلاتي) متفق عليه .[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]
4- الإقبال على العبادة بقلب فارغ من مشاغل الدنيا وملهياتها، ففي البخاري تعليقا عن أبي الدرداء رضي الله عنه: (من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ) كل هذا من أجل أن ينخلع القلب من علائق الدنيا وينجذب إلى حقيقة العبادة، ويجتمع في قلب العبد وفكره ووجدانه الاتجاه إلى الله تعالى.[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]
5- التنويع في أداء العبادة على جميع صفاتها الواردة حتى لا تتحول العبادة إلى حركات ديناميكية يفعلها العبد دون شعور بالفرق بين عبادة الأمس وعبادة اليوم، ولعل ذلك من حكم التنويع في صفات العبادات، فمن قرأ دعاء الاستفتاح في صلاة بصيغة فليقرأه في صلاة أخرى بصيغة أخرى من الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.[img:1bbb]http://www.3rba.com/vb/images/icons/rose[1].gif[/img:1bbb]